<P align=right><FONT face="Arial Black"><STRONG><FONT color=#000000> </P>
<P align=right><FONT face="Arial Black"><STRONG><FONT color=#000000>الْحَمْدُ لِلَّهِ<FONT color=black> الَّذِي أَمَرَ بِبِرِّ الوالدينِ، وجعلَ فِي إِرضائِهِمَا سعادةَ الدارينِ، </FONT>وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، </FONT><BR><BR><FONT color=#000000>القائلُ سبحانَهُ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراٌ </FONT><BR><BR><FONT color=#000000></FONT><FONT color=#000000>أشهَدُ أنَّ سيدَنَا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ، أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ بَرَّ أُمَّكَ </FONT><BR><BR><FONT color=#000000>. اللهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وأصحابِهِ والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.</FONT><BR><BR><FONT color=#000000>أمَّا بعدُ: فأُوصِيكُمْ ونفسِي بتقوَى اللهِ تعالَى، </FONT><BR><BR><FONT color=#000000>إنَّ بِرَّ الوالدينِ واجِبٌ إنسانِيٌّ، وأدبٌ اجتماعِيٌّ، تقتضِيهِ الفطرةُ ويدعُو إليهِ الدينُ،<FONT color=black> لذَا تكررَتِ الوصيةُ بهِ فِي القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ لِيَثْبُتَ فِي أذهانِ الأبناءِ والبناتِ</FONT> <FONT color=black>ونفوسِ</FONT><FONT color=black>هِمْ حيثُ</FONT><FONT color=black> قالَ اللهُ تعالَى </FONT>:] وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً0</FONT><SUP> </SUP><BR><BR><SUP></SUP><FONT color=#000000>فَبِرُّ الوالدينِ مِنْ أعظمِ أَسبابِ دخولِ الجنةِ، وهوَ مِنْ أفضلِ الأعمالِ التِي تُقرِّبُ العبدَ إلَى اللهِ تعالَى، وهوَ سببٌ فِي زيادةِ الرزقِ وبركةِ العمرِ وصلاحِ الذريَّةِ. </FONT><BR><BR><FONT color=black>وبِرُّ الأُمِّ يعنِي: إحسانَ عشرتِهَا وتوقِيرَهَا وخَفْضَ الجناحِ لَهَا، وطاعَتَهَا والْتِمَاسَ رِضَاهَا فِي كُلِّ أَمْرٍ، والإحسانَ إلَى قرابتِهَا، </FONT><FONT color=#000000>ولاَ يقتصِرُ البِرُّ خلالَ حياتِهَا فقطْ وإنَّمَا يمتدُّ بعدَ وفاتِهَا، فعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ: مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ :« نَعَمْ، الصَّلاَةُ عَلَيْهِمَا</FONT><FONT color=#000000> وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لاَ تُوصَلُ إِلاَّ بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا</FONT><FONT color=black>.</FONT><BR><BR><FONT color=#000000>إنَّ دينَنَا قَدْ شرَّفَ الأُمومةَ، وأَعْلَى قَدْرَهَا، حيثُ أضْفَى علَى الأُمِّ بالِغَ التكريمِ، فأنزَلَهَا منْزِلةً خاصةً مِنَ الرعايةِ والتقديرِ والاحترامِ، فقدْ أكَّدَ علَى وُجوبِ برِّهَا وحُسْنِ مكافأتِهَا علَى مَا قاسَتْ مِنْ مكارِهِ الحمْلِ والوضْعِ والرضاعَةِ، وعلَى مَا تحملَتْهُ مِنْ مشاقِّ التربيةِ والمراقبةِ والمتابعةِ، والبذلِ والتضحيةِ بكُلِّ غالٍ ونفيسٍ، منْ صحةٍ ومالٍ وجهدٍ فِي سبيلِ أبنائِهَا،<FONT color=black> لذلكَ كانَ جزاؤُهَا البِرَّ والإحسانَ والشكرَ الذِي أمرَ اللهُ تعالَى بهِ فقالَ سبحانَهُ </FONT>:]<FONT color=black> وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ</FONT></FONT><BR><BR><SUP></SUP><FONT color=black>وقَدْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ </FONT><FONT color=#000000>صلي الله عليه وسلم</FONT><FONT color=black> فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ :« أُمُّكَ ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ :« أُمُّكَ ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ :« أُمُّكَ ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ :« ثُمَّ أَبُوكَ</FONT><BR><BR><SUP>]</SUP></STRONG><STRONG><SUP></SUP></STRONG></FONT><STRONG><FONT face="Arial Black"><FONT color=#000000>وقَالَ الْحَسَنُ البصريُّ رحمهُ اللهُ : لِلأُمِّ ثُلُثَا الْبِرِّ وَلِلأَبِ الثُّلُث</FONT><BR><BR><FONT color=#000000>وقدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم لأحدِ أصحابِهِ يحثُّهُ علَى بِرِّ أمِّهِ الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ 0</FONT><BR><BR><FONT color=black>إنَّ بِرَّ الوالدينِ عمومًا والأمِّ خصوصًا فضيلةٌ عظيمةٌ وخُلُقٌ كريمٌ، جعلَهُ اللهُ تعالَى صفَةً بارزةً فِي حياةِ الأنبياءِ عليهِمُ الصلاةُ والسلامُ، وسلوكًا واضحًا فِي سيرةِ الصالحينَ الفضلاءِ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: زَارَ النَّبِىُّ </FONT><FONT color=#000000>صلي الله عليه وسلم</FONT><FONT color=black> قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ</FONT><BR><BR><FONT color=black>وهذَا نبِيُّ اللهِ عيسَى ابنُ مريمَ عليهِ السلامُ عندمَا تكلَّمَ فِي المهدِ كانَ مِنْ قولِهِ </FONT><FONT color=#000000>وَبَراًّ بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِياًّ</FONT><BR><BR><FONT color=#000000></FONT><FONT color=black>وقالَ تعالَى عَنْ يحيَى عليهِ السلامُ </FONT><FONT color=#000000>وَبَراًّ بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِياًّ</FONT><BR><BR><FONT color=#000000></FONT><FONT color=black>وهذهِ نعمةٌ عظيمةٌ امتَنَّ بِهَا اللهُ عزَّ وجلَّ علَى يحيَى عليهِ السلامُ أنْ جعلَهُ برًّا بوالدَيْهِ. </FONT><BR><BR><FONT color=black>وقدْ سارَ المؤمنونَ الصالحونَ علَى نَهجِ الأنبياءِ فِي برِّ الوالدينِ، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ </FONT><FONT color=#000000>صلي الله عليه وسلم</FONT><FONT color=black> نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأ،ُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ». فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم </FONT><FONT color=black>كَذَاكَ الْبِرُّ كَذَاكَ الْبِرُّ </FONT><FONT color=black>». وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ</FONT><FONT color=black>. </FONT><BR><BR><FONT color=black>أرأيتُمْ عبادَ اللهِ مَا فعلَ البِرُّ بصاحبِهِ؟ لقَدْ أورثَهُ الجنةَ، فاحرصُوا علَى بِرِّ الآباءِ والأمهاتِ تُكْتَبُوا عندَ ربِّكُمْ مِنَ البارِّينَ ويُدْخِلْكُمْ جناتِ النعيمِ، ويبَرَّكُمْ أبناؤُكُمْ مِنْ بعْدُ. اللهمَّ اغفِرْ لآبائِنَا وأمهاتِنَا واجْزِهِمْ عنَّا خيْرَ الجزاءِ ووفقْنَا لبِرِّهِمْ وطاعتِهِمْ يَا ربَّ العالمينَ </FONT><FONT color=#000000>اللهمَّوفِّقْنَا لطاعتِكَ 0</FONT><BR><BR><BR><BR><FONT color=#000000>أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وأَستغفرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.</FONT></FONT></STRONG></P>
<P align=right></FONT></STRONG></FONT></P>