بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله من ارسله الله رحمة للعالمين ليخرج الناس من ضيق الدنيا الى سعه الاخره ومن ظلمات النفس الى نور الهدى والحق المبين
اما بعد :
يدهشني ويؤلمني ويوجع قلبي ان أري شيخا او فقيها او متدينا، فعلا وحقا وقولا، او شكلا، وكأنما قد نحت وجهه، من الرخام، نحتا، حتي أن الابتسامة لا تعرف طريقها لوجهه، وربما ترتعب وتموت إن جرؤت المسكينة علي الاقتراب منه وكذلك حال ابتسامات الآخرين الذين ينعمون ـ رغما عنهم ـ بالوجود او التعامل معه ويفكرون ـ أحيانا ـ في ملاطفته او مداعبته. لا من أجله ـ في الحقيقة ـ وإنما ليزيحوا عن قلوبهم شيئا من أعباء التجهم والعبوس العظيم الذي ينعم به عليهم. لماذا؟ لأنه رجل شديد الجدية، مفتخر العقل، عظيم الشخصية، وعلي قلبه البديع ترقد عظائم المسئوليات وجسام الأمور، ثم كيف لشيخ او حتي عاقل متزن ان يملأ فمه ووجهه بالضكات أو حتي الابتسامات كالعبيط؟!
طيب ياسيدي الوقور، حامل هموم البشر، اليك وإلينا جميعا هذه السطور.
من الثابت عن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم انه كان يحب إشاعة البهجة بين الناس، خاصة في المناسبات السعيدة كالأعياد والأعراس، وهناك حديث مشهور وفيه "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت".
وعن رسول الله صلى الله عليه وسل انه
أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة فقال: يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز قال فولت تبكي فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول: { إنا أنشأناهن إنشاءا فجعلناهن أبكارا عربا أترابا } السلسلة الصحيحة.
وعن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعث إلى نسائه فقلن : ما معنا إلا الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من يضم أو يضيف هذا ). فقال رجل من الأنصار: أنا ، فانطلق به إلى امرأته ، فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني ، فقال: هيئي طعامك ، وأصبحي سراجك ، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء. فهيأت طعامها ، وأصبحت سراجها ، ونومت صبيانها ، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته ، فجعلا يريانه أنهما يأكلان ، فباتا طاويين ، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( ضحك الله الليلة ، أو عجب ، من فعالكما ). فأنزل الله: { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } رواه البخاري
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها انها قالت: كان عندي الرسول وسودة بنت زمعة (وهي احدي زوجاته) فصنعت طعاما وقلت لسودة "كلي" فقالت "لا أحب هذا الطعام" فقلت لها "والله لتأكلن او لأ لطخن به وجهك" فقالت "لن أتذوقه" فأخذت بيدي من الطعام ولطخت به وجهها. والرسول جالس بيننا، فأخفض لها ركبتيه لتتمكن مني، فأخذت سودة من الطعام ومسحت به وجهي والرسول يضحك.
- "مداعبته للحسن والحسين"
ومهما فعل اى شخص فلن يصل الى منزلت النبى صلى الله عليه وسلم ولا وقاره ولا حبه ولا مزاحه فقد قال له الصحابه يارسول الله انك تمازحنا فقال ولا اقول الا حقا
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انا زعيم ببيت فى ربض الجنه لمن ترك المراء ولو كان محقا
وببيت فى وسط الجنه لمن ترك الكذب ولو كان مازحا
وببيت فى اعلى الجنه لمن حسن خلقه
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحديث من سنن ابى داود وحسنه الالبانى رحمه الله
فعلينا ان نحذر ايضا من المزاح
فنجد أن الإمام الغزالى – رحمة الله – قد تكلم فى هذه المسألة وهى صفة مزاحه صلى الله عليه وسلم ويشرحها بقوله: "فإن قلت: قد نقل المزاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فكيف ينهى عنه؟ فأقول: إن قدرت على ما قدر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو أن تمزح ولا تقول إلا حقا ولا تؤذى قلبا ولا تفرط فيه وتقتصر أحيانا على الندور فلا حرج عليك ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة يواظب عليه ويفرط فيه ثم يتمسك بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فلا ينبغى أن يغفل عن هذا ..
وما جاء عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال: قالوا (أى الصحابة): "يا رسول الله إنك تداعبنا ! قال صلى الله عليه وسلم: لا أقول إلا حقا" وفى رواية: "إنى وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقا
و الامثله كثيره كثيره ولكن علينا انا نمزح بحزر فلا يكون فى مزاحنا كذبا
وعلينا ان نتنبه ايضا
فعَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ يَأْخُذُ مِنْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا ، ثُمَّ قَالَ : اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.
ولكم منى اطيب التمنيات بالفوز العظيم
الا وهو الفوز بالجنه ونرجو منكم ان لا تملو من كثرة القرأه
فعذرا إن كنت اطلت عليكم
الجمعة فبراير 22, 2013 4:41 am
